ملخص
يوجد ما لا يقل عن 6000 لغة يتحدث بها البشر حول العالم اليوم [1]. ويُعبَّر عن لغات العالم بالعديد من أنْظمة الكتابة التي تُسمى ”قواعد الإملاء“. وتشتمل هذه القواعد بدورها على رموز مستخدمة في التعبير عن اللغة المنطوقة. فأثناء قراءتك الآن لهذا المقال، تطبق نوعًا من قواعد الإملاء. إذن، تشتمل قواعد الإملاء على الرموز المستخدمة في تحويل اللغة المنطوقة إلى لغة مكتوبة. إلا أن حجم الصوت الذي يعبر عنه كل رمز يختلف في علوم قواعد الإملاء. فمثلًا، في قواعد الإملاء الأبجدية - كما في اللغة الإنجليزية، والإسبانية، والروسية - يعبر كل رمز عن صوت واحد يسمى الوحدة الصوتية (فمثلًا: الصوت ”ك“ في كلمة ”كتاب“ يُعتبر وحدة صوتية). وفي قواعد الإملاء غير الأبجدية، كما في اللغة الصينية، أو الشيروكية، يعبر الرمز عن صوت أكبر حجمًا يُسمى المقطع (مثل الصوت ”مش“ في كلمة ”مشروع“). ويوجد حاليًا ما يزيد عن 400 نوع من قواعد الإملاء. مصنفةً إما إلى قواعد إملاء أبجدية كما في اللغة الإنجليزية، أو قواعد إملاء غير أبجدية كما في اللغة الصينية. وفي هذا المقال، سنتعرف أولًا على خصائص قواعد الإملاء المختلفة. وبعد ذلك، سنستعين بتلك الخصائص للمساعدة على فهم كيفية تأثير أنظمة الكتابة المختلفة على عملية القراءة. وسنتعرف بعد ذلك على مناطق الدماغ التي تشارك في عملية القراءة.
لنتطرق أولًا إلى قواعد الإملاء الأبجدية؛ إذ يوجد العديد من أنظمة الحروف الأبجدية المختلفة التي تُستخدم لتحويل اللغة المنطوقة إلى لغة مكتوبة، على سبيل المثال تتكون اللغة الإنجليزية من الأبجدية اللاتينية بالإضافة إلى 26 رمزًا أو حرفًا للتعبير عن اللغة المنطوقة، وتستخدم اللغة النرويجية والسلوفاكية الأبجدية اللاتينية أو نفس مجموعة الرموز أيضًا، إلا أن اللغة النرويجية تستخدم ثلاثة أصوات متحركة غير مستخدمة في اللغة الإنجليزية وهي å وæ وø، بينما تستخدم اللغة السلوفاكية مجموعة علامات للإشارة إلى كيفية نطق الحروف مثل ó أو š مما يعني أن السلوفاكية تتكون من 46 رمزًا للتعبير كتابيًا عن اللغة المنطوقة، وتستخدم معظم اللغات الأوروبية اللغة اللاتينية، وتشمل تلك اللغات اللغة الإنجليزية، والفرنسية، والإسبانية، والإيطالية، والهولندية، والنرويجية، والألمانية، والبرتغالية، والتشيكية، والسلوفاكية، والمجرية، والبولندية، والدنماركية، والويلزية، والسويدية، والآيسلندية، والفنلندية، والتركية [1].
هناك أبجديات أخرى تستخدم مجموعات رموز مختلفة لكتابة اللغة المنطوقة، ولكن تظل هذه الرموز وحدات صوتية تعبر عن اللغة المنطوقة، وتتضمن هذه الأبجديات: الأبجدية السيريلية التي تُستخدم للغة الروسية والبلغارية والأوكرانية، والأبجدية الديفانغارية التي تُستخدم للغة الهندية التي تُعد واحدة من اللغات الرسمية في الهند، والأبجدية اليونانية التي تُستخدم فقط للغة اليونانية، والأبجدية الهانغولية التي تُستخدم للغة الكورية. وتستخدم بعض اللغات مثل اللغة الصربية الكرواتية الأبجدية اللاتينية والسيريلية. وتُسمى قواعد الإملاء الأبجدية التي تشمل الحروف الساكنة فقط، وليس المتحركة باسم ”أبجد“، أو لغة تتبع نظام الأبجد. وتُصنف أحيانًا اللغة العبرية والعربية باعتبارهما لغتين تتبعان نظام ”أبجد“؛ حيث إنه أثناء كتابة هاتين اللغتين لا تُكتب أي رموز مقابل الأصوات المتحركة. ولكننا نستخدم حاليًا العلامات التي توضح مكان الصوت المتحرك، لذلك يرى الكثير أن كلًا من اللغة العربية والعبرية تتبع قواعد الإملاء الأبجدية وليس ”أبجد“، ويوضح الشكل 1 مقارنة بين العديد من قواعد الإملاء- الأبجدية وغير الأبجدية على حد سواء- التي استخدمت لكتابة عبارة ”أعتقد أني أستطيع“.
تختلف قواعد الإملاء الأبجدية في مدى مطابقة الوحدة الصوتية للوحدة الخطية؛ أي الأصوات والحروف (الرموز)؛ ففي بعض اللغات، يعبر كل حرف عن صوت واحد كما هو الحال في اللغة الإسبانية والإيطالية والألمانية، يعني هذا أن الحرف الواحد ينطق بالطريقة نفسها دائمًا، عندها تكون طريقة تخطيط الحرف ”متسقة“ وقواعد الإملاء هنا تكون ”ضحلة“، بينما في اللغات مثل الإنجليزية والدنماركية يعبر الحرف الواحد عن أكثر من صوت، مثل حرف ”C“ الوارد في الكلمة ”circus“، حيث تنطق ”سيركس“ مما يعني أن الحرف ذاته نطق في بداية الكلمة بصوت ”س“ أما في منتصفها فكان صوت ”ك“. وعليه تكون طريقة تخطيط الحرف في هذه الحالة ”متناقضة“، وقواعد الإملاء ”عميقة“، لذلك نقول إن اللغة الإسبانية ذات طريقة تخطيط حروف متسقة وقواعد إملاء ضحلة بينما اللغة الإنجليزية ذات طريقة تخطيط متناقضة وقواعد إملاء عميقة. وقد يختلف الناس حول طريقة قياس الاتساق بين الحروف والأصوات، إلا أن الباحثين قد اتفقوا في العموم على أن اللغة الفنلندية، واليونانية، والإيطالية، والإسبانية، والألمانية، والصربية الكرواتية، والتركية، والكورية - ذوات قواعد إملاء ضحلة وطريقة تخطيط متسقة نسبيًّا، بينما اللغات البرتغالية والفرنسية والدنماركية تشتمل على خرائط متناقضة بين الوحدات الصوتية والوحدات الكتابية أكثر من اللغات السابقة، وتعد اللغة الإنجليزية اللغة الأكثر تناقضا في العالم.
والآن دعونا نتحدث عن قواعد الإملاء غير الأبجدية؛ حيث يشير فيها كل رمز إما إلى مجرد مقطع (كما في اللغة الشيروكية، أو التاميلية، أو كانا اليابانية)، أو إلى مقطع يحمل معنًى تامًّا (كما في اللغة الصينية أو كانجا اليابانية).
ويعبر الرمز عن الوحدة في اللغة المنطوقة ذات قواعد الإملاء الأبجدية، بينما يكون حجم الوحدات المنطوقة في اللغات المنطوقة ذات قواعد الإملاء غير الأبجدية أكبر من مجرد وحدة صوتية؛ فيشار عادة إلى اللغة الصينية بكونها لغة تصويرية، أي لغة يعبر عنها كتابيا بالصور، إذ يعتقد الناس أن الصور ترتبط بالمعاني التي تمثلها، ولكن في حقيقة الأمر نادرًا ما تعبر الصور التي ترمز إلى الحروف في اللغة الصينية عن المعاني التي تمثلها، أو بمعنى آخر تلك الصور في الحروف الصينية ما هي إلا وحدة من النطق تسمى ”المقطع“، ويحمل هذا المقطع معنى، مما يعني أنه عبارة عن ”وحدة صرفية“، مما يعني أن نظام الكتابة في اللغة الصينية يعتمد على المقاطع الصرفية، وعلاوة على ذلك، تحتوي %90-80 تقريبًا من الحروف على ”الجذر الصوتي“ وهو عبارة عن جزء واحد من الحرف يوضح طريقة نطق الكلمة. ويوضح الشكل 1 أمثلة من اللغة الصينية والتاميلية.
يوضح هذا الشكل أن هناك العديد من أوجه التشابه والاختلاف بين مختلف قواعد الإملاء، فاللغات المنطوقة كافة تمثل بواسطة الرموز المكتوبة، ولكن يختلف الجزء المنطوق والمشفر من اللغة المنطوقة وكذلك مدى اتساق التخطيط بين الأصوات والرموز باختلاف قواعد الإملاء.
وفيما يأتي، سنكتشف معًا الكيفية التي تؤثر بها أوجه التشابه والاختلاف هذه على مهارات القراءة، كما سنكتشف الآلية التي يقرأ بها المُخ اللغات المختلفة.
هل تختلف صعوبة تعلُم القراءة باختلاف قواعد الكتابة؟
تختلف مدى سرعة وكيفية تعلم الأطفال للقراءة باختلاف اللغات، وتعود بعض هذه الاختلافات إلى الخصائص المرتبطة بنظام الكتابة [2]، وقد قارنت إحدى الدراسات الشاملة بين الأطفال الذين يتعلمون القراءة عبر 14 قاعدة أبجدية مختلفة، وأظهرت نتيجة المرحلة الأولى من الدراسة أن الأطفال الذين يتعلمون القراءة عبر القواعد الإملائية الضحلة مثل اللغات الإسبانية والفنلندية واليونانية قد ارتكبوا أخطاءً أقل عند القراءة، وتمكنوا من إتقان القراءة بصورة أسرع مقارنة بالأطفال الذين يتعلمون القراءة عبر قواعد إملاء متناقضة مثل اللغات الدنماركية والإنجليزية [2]. وقد ترجع هذه الاختلافات إلى اختلاف طريقة تعليم القراءة بين هذه الدول. لكن تشير الأبحاث بقوة إلى سهولة تعلم القراءة عبر قواعد الإملاء المتسقة مقارنة بتعلمها عبر قواعد الإملاء المتناقضة. فسيستغرق قراء اللغة الإنجليزية وقتًا أطول لتعلم القراءة مقارنة بمعظم اللغات ذات قواعد الإملاء الأبجدية الأخرى، ويستغرق قراء اللغة الصينية وقتًا أطول من الجميع [3].
هل تختلف مُشكلات القراءة التي تواجه الأطفال باختلاف قواعد الإملاء؟
ربما يواجه بعض الأطفال صعوبات كبيرة في تعلم القراءة، مما قد يشير إلى معاناتهم مما يسمى بعسر القراءة النمائي، حيث يفتقد الأطفال القدرة على القراءة بسهولة مقارنة بالأطفال الذين في نفس المرحلة العمرية. ولا تكون هذه الصعوبات نابعة من ضعف في أسلوب التعليم أو حاسة النظر أو حاسة السمع أو اضطرابات أخرى في المخ. بل يعتقد أن 5% من الأطفال في مختلف بلاد العالم يعانون من مشكلات كبيرة في القراءة.
يعاني الأطفال المصابون بعسر القراءة من صعوبات عند تحويل الرموز المكتوبة إلى الأصوات المنطوقة التي تعبر عنها؛ بغض النظر عن اللغة [3]. ويطلق على هذه المهارة فك الرموز الصوتية، ولكن تختلف درجة تعارض مشكلات فك الرموز الصوتية مع عملية القراءة باختلاف اللغة؛ فالأطفال الذين يعانون من عسر القراءة في قواعد الإملاء المتسقة مثل اللغة الألمانية والإسبانية والإيطالية قادرون على قراءة الكلمات دون أخطاء؛ مما يعني أن لديهم المهارات المناسبة لفك الرموز الصوتية رغم قراءتهم شديدة البطء. أما على الجانب الآخر، يظهر تأثير مشكلات فك الرموز الصوتية بوضوح في اللغات ذات قواعد الإملاء المتناقضة، مثل اللغة الإنجليزية، إذ يخطئ الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة كثيرًا ويتعثرون أثناء قراءة كلمات اللغة الإنجليزية [3]. كما يواجه الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة اللغة الصينية - وهي لغة غير أبجدية - مشكلات جمة في فك الرموز الصوتية التي من شأنها أن تؤثر على القراءة، ولا يستطيع قراؤها في هذه الحالة استخدام الجذور الصوتية للحروف الصينية التي تُسّهل في الأساس نطق الكلمات.
ولا تعد عدم القدرة على استخدام الجذور الصوتية للحروف الصينية مشكلة أساسية لدى الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة، إذ هناك مهارة أهم ضرورية للقراءة في اللغة الصينية؛ وهي فهم الآلية التي يشير بها الحرف إلى معنى الكلمة، وهي ما يطلق عليها ”الوعي الصرفي“. وغالبًا ما يعاني الأطفال الذين يواجهون مشكلة عسر القراءة من مشكلات تتعلق بهذه المهارة أيضًا [4]. ويعني هذا أن عملية فك الرموز الصوتية تلعب دورًا مهمًا في تعلم قراءة اللغة الصينية، ولكن تتراجع أهميتها بالنسبة للأطفال الذين يتعلمون قراءة لغة ذات قواعد إملاء أبجدية [3]، وينتج عن مشكلات فك الرموز الصوتية ضمن قواعد الإملاء الأبجدية، مُشكلات قراءة أكبر في قواعد الإملاء المُتناقضة؛ مثل اللغة الإنجليزية، مُقارنةً بالقواعد الإملائية المُتسقة؛ مثل اللغة الإسبانية.
وتتنوع أوجه التشابه والاختلاف المتعلقة بالقراءة باختلاف قواعد الإملاء، إذ تعتمد سرعة القراءة وكيفية تعلمها على خصائص القاعدة الإملائية اعتمادا جزئيًا، وتَبرُز أهمية فك الرموز الصوتية لقراءة قواعد الإملاء المُختلفة، ولكن بدرجات متفاوتة، بالاعتماد على نظام التخطيط المُستخدم في قاعدة إملائية بعينها. فماذا تعني أوجه التشابه والاختلاف هذه بالنسبة للآلية التي يستعين بها المخ لقراءة قواعد الإملاء المختلفة؟
هل توجد شبكة مُخية عامة مسؤولة عن قراءة قواعد الإملاء المُختلفة؟
رغم اختلافات سرعة تعلم القراءة ومشكلات القراءة باختلاف قواعد الإملاء، فإن هناك ما يبرر الاعتقاد السائد بأن القراءة تستخدم مناطق المخ ذاتها مهما اختلفت اللغة، فالخطوة الأولى عند القراءة بأي لغة هي النظر إلى الكلمة المكتوبة وتحليلها. وتلعب قواعد إملاء اللغة المنطوقة والتي تشير إلى فك الرموز الصوتية أو معرفة الأصوات التي تمثلها الرموز دورًا حيويًا في عملية القراءة أيا كانت اللغة، وتخبرنا الدراسات التي تستخدم معدات خاصة لـ”تصوير“ المخ الكثير عن الآلية التي يستخدمها المخ لقراءة قواعد الإملاء المختلفة. ويُطلق على أساليب تصوير المُخ المُستخدمة بكثرة في استكشاف آلية قراءة اللغات عمليات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET). حيثُ يلتقط كلٌ من التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET) صورًا للدماغ أثناء مُعالجته لمهمة ما، مما يُمكن الباحثين من التحقق من مناطق المُخ التي يستخدمها أثناء عملية القراءة. وتُستخدم هذه الأدوات لمقارنة النشاط الذي يطرأ على المُخ عندما يقرأ شخص ما قواعد إملاء مُختلفة، ومن ثم يستطيع الباحثون تحديد مناطق الدماغ المُستخدمة أثناء قراءة كافة قواعد الإملاء، وكذلك مناطق الدماغ المُخ التي لا تُستخدم إلا أثناء قراءة قواعد إملائية مُعينة.
حددت مجموعة من الباحثين ثلاث مناطق في النصف الأيسر من الدماغ يجري استخدامها أثناء القراءة في كافة عمليات تعلُم قواعد الإملاء [5]. إذ قد جمع هؤلاء الباحثون 43 نتيجة مختلفة مأخوذة من دراسات خاصة بعملية القراءة أُجريت باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني؛ وذلك في لغات متعددة تمتازُ عن بعضها البعض كالإنجليزية، والفرنسية، والإيطالية، والألمانية، والدنماركية، والصينية، وكانا اليابانية، وكانجي اليابانية.
وكانت المناطق الثلاث المشاركة في جميع قواعد الإملاء كالآتي: الأولى تُسمى المنطقة الصدغية الجدارية، وهي منطقة تقع في الجزء العلوي من الفص الصدغي الأيسر باتجاه الجزء الخلفي من الدماغ، وتشارك هذه المنطقة في عملية فك الرموز الصوتية، والثانية تُسمى منطقة التلفيف الجبهي السفلي، وهي تقع على طول الجزء السفلي من الفص الجبهي الأيسر، والثالثة تُسمى منطقة شكل الكلمة المرئية (VWFA). وتعُرف منطقة شكل الكلمات المرئية باسم منطقة التلفيف المغزلي، والتي تقع على طول الجزء السفلي للفص الصدغي والقذالي في الجانب الأيسر من القشرة الدماغية (انظر الشكل رقم 2). ويُعتقد أن منطقة شكل الكلمات المرئية تُستخدم فقط عندما نرى حروفًا وكلمات مكتوبة، وليس عندما نرى أشياء أخرى، وقد وُجد أن منطقة شكل الكلمة المرئية تُستخدم في قراءة في جميع قواعد الإملاء التي أجرى دراستها حتى الآن [7].
وأثبت فريق الباحثين نفسه أن مناطق عديدة من الدماغ استُخدمت فقط أثناء قراءة بعض قواعد الإملاء المحددة. فمثلًا، وجدوا أن التلفيف المغزلي في الجهة اليمنى من الدماغ لا ينشط إلا عند قراءة اللغة الصينية، ولا يحدث ذلك مع اللغات الأُخرى. ويعني هذا النمط من عمل المخ أنه عند قراءة اللغة الصينية، يُستخدم التلفيف المغزلي في كلٍ من الجهتين اليمنى واليسرى للمخ، ولكن عند قراءة أي من قواعد الإملاء الأبجدية، تُستخدم المنطقة المغزلية للجهة اليسرى فقط، ومنطقة شكل الكلمة المرئية. ويعتقدُ الباحثون أن مناطق الدماغ المستخدمة فقط عند قراءة اللغة الصينية يُمكن استخدامُها للمساعدة في إقامة روابط بين معنى الكلمة وأصواتها، وفي قراءة الشكل المربع للأحرُف الصينية.
وتعد القراءة عملية معقدة ومهارة جديدة نسبيًا على الجنس البشري، ولكن بمرور الوقت قد تكون بعض مناطق الدماغ تكيفت مع مهمة القراءة أو تحسنت. وتُدلل الأبحاث على وجود بعض مناطق الدماغ المشتركة بين جميع البشر والتي تشارك في عملية القراءة مع جميع اللغات، ومناطق أخرى تشارك في التعرُف البصري على الرموز، ومعرفة الأصوات التي تمثلها الرموز. بينما توجد مناطق استثنائية في المخ تقوم بدعم مهارات خاصة عند الحاجة إلى قراءة قواعد إملائية مُعينة. وتُسلط معظم بيانات دراسات الباحثين الضوء على قواعد الإملاء الأبجدية، ومعظم هذه القواعد ترتكز على الأبجدية اللاتينية. ولا شك أننا ما زالنا في حاجة إلى المزيد من الأبحاث لاستكشاف آلية القراءة في قواعد الإملاء الأُخرى إذا أردنا أن نعرف على وجه اليقين ما إذا كان الدماغ يقرأ جميع اللغات بالطريقة نفسها، أم لا.
مسرد للمصطلحات
قواعد الإملاء (Orthography): ↑ تدرس الرموز المستخدمة للتعبير عن اللغة المنطوقة.
الوحدة الصرفية (Morpheme): ↑ الجذر، أو الأجزاء من الكلمة التي يُمكن إضافتها أو إزالتها من الكلمة لتغيير المعنى. فمثلًا في اللغة الإنجليزية، قد تكون الوحدة الصرفية عبارة عن كلمة مثل ”build“، أو بادئة مثل البادئة ”re“ في كلمة ”rebuild“، أو لاحقة مثل اللاحقة ”er“ في كلمة ”builder“، أو زيادة صرفية مثل ”s“ في كلمة ”builders“ للإشارة إلى الجمع.
فك الرموز الصوتية (Phonological decoding): ↑ هو تحويل الرموز المكتوبة إلى أصواتٍ يُعبر عنها.
إقرار تضارب المصالح
يعلن المؤلفون أن البحث قد أُجري في غياب أي علاقات تجارية أو مالية يمكن تفسيرها على أنها تضارب محتمل في المصالح.
المراجع
[1] ↑ Comrie, B., ed. 2009. The World’s Major Languages. 2nd ed. New York, NY: Routledge.
[2] ↑ Seymour, P. H. K., Aro, M., and Erskine, J. M. 2003. Foundation literacy acquisition in European orthographies. Br. J. Psychol. 94:143–74. doi: 10.1348/000712603321661859
[3] ↑ Brunswick, N. 2010. Unimpaired reading development and dyslexia across different languages. In: Reading and Dyslexia in Different Orthographies, eds. N. Brunswick, S. McDougall, and P. de Mornay Davies, 131–54. New York, NY: Psychology Press.
[4] ↑ Perfetti, C., Cao, F., and Booth, J. 2013. Specialization and universals in the development of reading skill: how Chinese research informs a universal science of reading. Sci. Stud. Read. 17:5–21. doi: 10.1080/10888438.2012.689786
[5] ↑ Bolger, D. J., Perfetti, C. A., and Schneider, W. 2005. Cross-cultural effect on the brain revisited: universal structures plus writing system variation. Hum. Brain Mapp. 25:92–104. doi: 10.1002/hbm.20124
[6] ↑ Kassuba, T., and Kastner, S. 2015. The reading brain. Front. Young Minds. 3:5. doi: 10.3389/frym.2015.00005
[7] ↑ Carreiras, M., Armstrong, B. C., Perea, M., and Frost, R. 2014. The what, when, where, and how of visual word recognition. Trends Cogn. Neurosci. 18:90–8. doi: 10.1016/j.tics.2013.11.005