ملخص
الأحلام تجربة شائعة. بعضها مخيف، وبعضها الآخر مضحك. وتساعدنا الأبحاث الحديثة التي تتقصى كيفية عمل المخ على فهم سبب رؤيتنا للأحلام. ومن شأن مجموعات الأفكار الغريبة التي تراودنا في أحلامنا أن تجعلنا أكثر إبداعًا، وتُلهمنا أفكارًا تساعدنا على حل المشكلات. أو قد تصبح ذاكرتنا أقوى عندما تتكرر ذكريات يومنا في المخ أثناء النوم. وقد تحسّن الأحلام أيضًا حالاتنا المزاجية. وتظهر هذه الدراسات مجتمعة أن الأحلام والنوم مهمان لتعزيز أدائنا عندما نكون مستيقظين.
عندما كانت ابنتي في الثامنة من عمرها، روت لي أحد أحلامها. إذ كانت في سفينة فضائية مع بعض الحيوانات. وعلى الرغم من أنها كانت تعلم أنها كانت في سفينة فضائية أثناء حلمها عندما أخبرتني عن الحلم، فإنها أدركت أن سفينة الفضاء كانت في الواقع غسالة. في بعض الأحيان، كانت هي والحيوانات متجهين إلى الفضاء الخارجي، لكنهم عادوا أيضًا إلى الأرض. وقد روت لي الحلم ضاحكةً ثم أكملت يومها متجاهلةً الحيوانات المجنونة وسفن الفضاء التي أمتعتها أثناء نومها.
بما أننا نتذكر أحلامنا ثم ننساها في كثير من الأحيان، فما الغرض منها؟ لماذا نحلم بالأشياء التي نفعلها؟ تُستخدم أدوات بحثية جديدة، ولا سيما تلك التي يمكن استخدامها لاستكشاف المخ، للإجابة عن هذه الأسئلة.
ما هي الأحلام؟
بالرغم من صعوبة تحديد ما المقصود بالحلم، فإننا سنعرّف الأحلام - ضمن أهداف هذا المقال - باعتبارها أفكارنا التي تأتينا أثناء النوم ونتذكرها عندما نستيقظ. لذا، فأحلام النوم ليست مثل ”أحلام اليقظة“. وغالبًا ما تكون الأحلام مرئية (تتكون من مشاهد ووجوه؛ ونادرًا ما يكون هناك صوت ومذاق ورائحة في الأحلام [1]). ويمكن أن تتراوح الأحلام ما بين أحلام غريبة حقًا إلى مملة إلى حد ما، ولقطات من شيء حدث مؤخرًا.
لدراسة الأحلام، يحتاج العلماء إلى قياس الحلم بطريقة ما. تستخدم معظم الدراسات تقارير الأحلام (بحيث يدون الشخص أحلامه عندما يستيقظ) أو الاستبيانات (يجيب الشخص على أسئلة مثل ”كم عدد الأحلام التي تذكرتها في الشهر الماضي؟“ [2]). ويُرجح أن يتذكر الشخص الأحلام بشكل أكبر عند استيقاظه من النوم أثناء مرحلة نوم حركة العين السريعة (REM). ويعد نوم حركة العين السريعة أحد أنواع النوم المأخوذ اسمه من حركات العين السريعة، والتي يمكن قياسها خلال هذه المرحلة من النوم. فنحن لا نحلم بنفس القدر في نوم حركة العين غير السريعة، وهي مراحل النوم التي تشكل بقية الليل، وعادةً ما تكون الأحلام التي تراودنا خلال نوم حركة العين غير السريعة أقل غرابة.
يختلف معدل تكرار الأحلام (عدد المرات التي نرى فيها الأحلام)، ومحتواها (موضوع الأحلام) اختلافًا كبيرًا من شخص لآخر، وهناك العديد من الأسباب التي قد تجعل هذا حقيقيًا. فعلى سبيل المثال، ستتذكر الأحلام بمعدل أكبر إذا أيقظك شخص ما أو استيقظت عن طريق المنبه. وقد يحدث هذا لأنك لا تزال تتذكر ذلك الحلم مباشرة عقب حدوثه. ولكن إذا استيقظت من تلقاء نفسك، فستتنقل عابرًا بضع مراحل من النوم، وربما تفقد ذاكرة ذلك الحلم. وتتغير كذلك قدرتنا على تذكر الحلم مع التقدم في السن. حيث تقل احتمالية تذكر الحلم لدى كبار السن. وقد يرتبط ذلك أيضًا بالذاكرة: نظرًا لأن كبار السن لديهم ذاكرة أضعف، فقد يحلمون ولكن لا يمكنهم تذكر أحلامهم عند الاستيقاظ. كما ترتبط منطقة المخ، التي تسمى القشرة الجبهية الأمامية الوسطي، بتذكر الحلم. وإذا تضررت هذه المنطقة من المخ، فسيتذكر الشخص أحلامًا قليلة، مما قد يعني أن الشخص يحلم بمعدل أقل (أو لا يحلم على الإطلاق). بالإضافة إلى ذلك، قد يختلف مدى تراص خلايا المخ بإحكام في القشرة الجبهية الأمامية الوسطي من شخص لآخر؛ وهو ما يجعل بعض الأشخاص الأصحاء يحلمون أكثر أو أقل من غيرهم. ولدينا أيضًا الجينات التي تؤثر على مقدار النوم الذي نحصل عليه خلال مرحلة نوم حركة العين السريعة. إذ قد لا يتعرض الأشخاص الأقل عرضة لنوم حركة العين السريعة إلى الأحلام الغريبة التي تأتي عادةً في هذه المرحلة من النوم. لذا، فإن مدة النوم، والعمر، والجينات جميعها عوامل تفسر لنا سبب اختلاف عدد مرات حدوث الأحلام من شخص إلى آخر.
هل تحدث الأحلام حقًا أثناء نومنا، أم أنها أفكار تأتي إلينا عندما نستيقظ و“نشعر“ كما لو أنها حدثت أثناء النوم؟ ساعدت دراسة حديثة أُجريت باستخدام نوع من تصوير الدماغ يسمى التصوير بالرنين المغناطيسي أو MRI (اقرأ المزيد في مقال العقول الشابة ”كيف يُستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي لمعرفة المزيد عن المخ؟“ [3]) في الإجابة على هذا السؤال (الشكل 1A).
أعد العلماء خرائط تقيس نشاط المخ الذي طرأ عندما نظر الأشخاص إلى صور الأشياء؛ مثل المفاتيح والأسرّة والطائرات. وفي وقت لاحق، نام الأشخاص الخاضعون للدراسة في جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI). وقام العلماء بمطابقة نمط نشاط المخ لدى الأشخاص أثناء نومهم مع أنماط نشاط المخ عند مشاهدة الصور المذكورة لاحقًا، ثم اختاروا أفضل تطابق (الشكلان ,1B C). تنبأت هذه المطابقة بما قاله الشخص بأنه كان يحلم حوالي 60% من وقت النوم. وعلى الرغم من أن نسبة 60% ليست مثالية، فإنها أفضل من التخمين! [4] وهذا يعني أن الأحلام تتكون في المخ أثناء النوم.
الأحلام تدعم الذكريات
ما الغرض من أحلامنا؟ لقد وجد الباحثون أن النوم مهم للذاكرة (طالع مقال ”فرونتيرز للعقول الشابة“ بعنوان: ”شكرًا للذكريات...“ [5]). تنتقل الذكريات من التخزين المؤقت في منطقة الحُصين، وهي بنية في المخ تلعب دورًا ضروريًا في الذاكرة قصيرة الأجل، إلى التخزين الدائم في أجزاء أخرى من المخ. وهو ما يجعل من السهل استرجاع الذكريات في وقت لاحق. وتتحسن الذكريات مع النوم لأن الذكريات تتكرر أثناء النوم [6]. فإذا كنت تريد معرفة كل كلمة في مشهدك المفضل في أحد الأفلام، فقد تعيد مشاهدة هذا المشهد مرارًا وتكرارًا. ويعمل المخ بنفس الطريقة: حيث تنشط الخلايا العصبية (خلايا المخ)، التي تنشط في المقام الأول خلال عملية التعلم، مرة أخرى وتعيد عرض المواد المستخلصة أثناء النوم. ويساعد هذا على تخزين الذكرى بشكل دائم.
قد تظهر إعادة الذكرى في أحلامنا. وغالبًا ما تحتوي الأحلام التي تراودنا خلال نوم حركة العين غير السريعة - وهي الفترة التي يحدث فيها معظم نشاط إعادة الذكرى - على الأشخاص المعتادين والأشياء التقليدية من الأحداث الأخيرة. ومع ذلك، يتقلب النوم بين المرحلتين؛ نوم حركة العين غير السريعة ونوم حركة العين السريعة (انظر الشكل 2). لذلك، قد تراودنا الأحلام الغريبة خلال مرحلة نوم حركة العين السريعة نتيجة مزج العديد من الذكريات الحديثة المختلفة، والتي أُعيدت خلال مرحلة نوم حركة العين غير السريعة، ثم امتزجت أثناء مرحلة نوم حركة العين السريعة. وإذا كانت الأحلام تساعد في معالجة الذكريات، فهل يعني ذلك أن ذكرياتك لا تخضع للمعالجة إذا لم تحلم؟ الإجابة هي لا، فالذكريات تنتقل إلى التخزين حتى لو لم تراودنا أحلام بها.
الأحلام تحسّن الإبداع ومهارة حل المشكلات
عندما راود ابنتي حلم عن سفينة فضاء، مثلّ ذلك قصة رائعة روتها ليّ، ولزملائها في الفصل لاحقًا. فقد كانت الصور التي في مخيلتها زاخرة بالتفاصيل ومثيرة للاهتمام وملهمة لها، وحثتها على رسم مشاهد منها في كراستها، والكتابة عن الحلم من أجل المدرسة. وهذا مثال على الكيفية التي يمكن أن تساعدنا بها الأحلام لنكون أكثر إبداعًا. ناهيك عن ذكر أن ميري شيلي، مؤلفة كتاب ”فرانكنشتاين“، قد حصلت على فكرة كتابها من حلم. وحتى العلماء يحصلون على أفكارهم من الأحلام [7].
لقياس القدرة على حل المشكلات بطريقة إبداعية، استخدم العلماء اختبار تحديد الارتباطات البعيدة. وهو اختبار تُعرض فيه ثلاث كلمات ليست لها علاقة ببعضها، ويتوصل الشخص إلى كلمة مشتركة تجمع بينها. على سبيل المثال، تبدو كلمات؛ مثل قلب، وستة عشر، والكوكيز أنها غير مرتبطة ببعضها البعض إلى أن تدرك أنها ترتبط جميعًا بالحلاوة (محبوبتي، وسن السادسة عشر الحلو، والكوكيز حلوة المذاق) (الشكل 3). وأراد العلماء معرفة ما إذا كان النوم يساعد الأشخاص على إظهار أداء أفضل في هذا الاختبار، أم لا. فوجدوا أن الأشخاص توصلوا إلى حل أفضل بعد أخذ قيلولة، ولا سيما إذا كانت قيلولة في مرحلة نوم حركة العين السريعة. وبالنظر إلى أن مرحلة نوم حركة العين السريعة هي التي يأتي خلالها الحلم الأكثر غرابة، فإن ذلك يدعم فكرة أن هذه الأحلام قد تساعدنا على إيجاد حلول مبتكرة للمشكلات [8].
وتعطينا هذه الدراسة والبحوث سببًا للاعتقاد بأن الأحلام في مرحلة نوم حركة العين السريعة قد تساعدنا على أن نكون أكثر إبداعًا في حل المشكلات. وقد تُنشط العديد من الذكريات المختلفة في آن واحد، وعند خلط هذه الذكريات معًا، قد تكون النتيجة عندما نستيقظ هي ذكرى لحلم غريب ومنظور فريد من نوعه تجاه المشكلات وكيفية حلها.
الأحلام تنظم حالاتنا المزاجية وتتحكم في عواطفنا
عادةً ما تتسم الأحلام بطابع عاطفي. فقد وجدت إحدى الدراسات أن معظم الأحلام إما مخيفة أو مثيرة للغضب أو باعثة على الحزن.
قد تبدو الأحلام عاطفية ببساطة لأننا نميل إلى تذكر الأشياء العاطفية بشكل أفضل من الأشياء غير العاطفية. فعلى سبيل المثال، أثناء الاستيقاظ، يمكنك تذكر اليوم الذي حصلت فيه على جرو أكثر من يوم دراسي معتاد. لذا، يمكن تذكر الأحلام التي تدور حول أحداث عاطفية بسهولة أكبر من الأحلام المملة وغير العاطفية. ومن الممكن أيضًا أن تكون الأحلام عاطفية لأن إحدى وظائف الأحلام هي مساعدتنا في معالجة العواطف التي نمر بها في يومنا [9]. وقد يكون هذا هو السبب في أن اللوزة الدماغية، وهي منطقة المخ التي تستجيب للعواطف عندما نكون مستيقظين، نشطة أثناء مرحلة نوم حركة العين السريعة. وإذا مررت بيوم حزين، فمن الأرجح أن تكون عرضة لأحلام حزينة. ولكن، يستطيع النوم أيضًا أن يحسّن حالتك المزاجية؛ فالخلود إلى النوم بعد حالة خلاف أو حدث حزين سيجعلك أكثر سعادة عندما تستيقظ.
يمكن أن تساعد الأحلام أيضًا في تهيئتنا للأحداث العاطفية، من خلال شيء يسمى نظرية محاكاة التهديد [10]. فعلى سبيل المثال، عندما حلمت بأن ابنتي الصغيرة، التي لا تستطيع السباحة، سقطت في حمام سباحة، فإن تذكر ذلك الحلم أقنعني بتسجيلها في دروس تعلم السباحة. فمن خلال محاكاة هذا الموقف المخيف، تمكنت من منعه من خلال الاستعداد له.
تبين لنا هذه الدراسات أن النوم والأحلام ضروريان لانفعالاتنا. فمن خلال معالجة الانفعالات أثناء النوم، قد نكون مُهيئين بشكل أفضل ليومنا التالي، كما ستكون حالتنا المزاجية أفضل.
الخلاصة
هناك طرق مختلفة يقيس بها العلماء الأحلام؛ بداية من طرح الأسئلة ووصولًا إلى استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI). وتبين لنا هذه الدراسات أن نشاط المخ أثناء نومنا يعطينا أحلامًا مثيرة للاهتمام نتذكرها عندما نستيقظ. حيث تساعدنا هذه الأحلام على تذكر الأشياء، وتجعلنا أكثر إبداعًا، وتُسهم في معالجة انفعالاتنا.
نحن نعلم أن معظم الأطفال لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم. فبعض الأمراض (مثل مرض ألزهايمر) أيضًا تجعل الأشخاص ينامون أقل، في حين أن البعض الآخر (مثل اضطراب سلوك النوم في مرحلة حركة العين السريعة واضطرابات الحالة المزاجية) تؤثر على الأحلام بطريقة مباشرة. لذا من الضروري دراسة النوم والأحلام لفهم ما يحدث عندما لا نحصل على قسط كافٍ من النوم وكيف يمكننا علاج الأشخاص المصابين بهذه الأمراض.
مسرد للمصطلحات
نوم حركة العين السريعة (REM): ↑ مرحلة من مراحل النوم تتحرك فيها العينان بسرعة، وتخلو من أي نشاط عضلي.
القشرة الجبهية الأمامية الوسطى (Medial Prefrontal Cortex): ↑ منطقة معينة تقع في الجزء الأمامي من المخ وترتبط باستدعاء الحلم، وتلعب كذلك دورًا في الذاكرة وصنع القرار.
التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): ↑ أداة تستخدم لالتقاط صور لأجزاء الجسم الداخلية (بما في ذلك المخ). كما يمكن استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي لقياس نشاط الدماغ.
الحُصين (Hippocampus): ↑ منطقة في المخ يُعتقد أنها مهمة للذاكرة قصيرة المدى.
الخلية العصبية (Neuron): ↑ خلية في الجهاز العصبي (المخ والحبل الشوكي) يمكنها نقل المعلومات إلى خلايا أخرى.
اللوزة الدماغية (Amygdala): ↑ منطقة من الدماغ تشارك في تجربة الانفعالات.
نظرية محاكاة التهديد (Threat Simulation Theory): ↑ إحدى نظريات الأحلام، التي تنص على أن التهديدات (الأشياء التي قد تكون ضارة) تخضع للمحاكاة أو الممارسة في أحلامك بغرض تهيئتك لتلك المواقف عندما تكون مستيقظًا.
إقرار تضارب المصالح
يعلن المؤلفون أن البحث قد أُجري في غياب أي علاقات تجارية أو مالية يمكن تفسيرها على أنها تضارب محتمل في المصالح.
المراجع
[1] ↑ Zandra, A. L., Nielsen, T. A., and Donderi, D. C. 1998. Prevalence of auditory, olfactory, and gustatory experiences in home dreams. Percept. Mot. Skills. 87:819–26.
[2] ↑ Schredl, M. 2002. Questionnaires and diaries as research instruments in dream research: methodological issues. Dreaming. 12:17–26. doi: 10.1023/A:1013890421674
[3] ↑ Hoyos, P., Kim, N., and Kastner, S. 2019. How Is Magnetic Resonance Imaging Used to Learn About the Brain? Front. Young Minds. 7:86. doi: 10.3389/frym.2019.00086
[4] ↑ Horikawa, T., Tamaki, M., Miyawaki, Y., and Kamitani, T. 2013. Neural decoding of visual imagery during sleep. Science. 340:639–42. doi: 10.1126/science.1234330
[5] ↑ Davachi, L., and Shohamy, D. 2014. Thanks for the Memories… Front. Young Minds. 2:23. doi: 10.3389/frym.2014.00023
[6] ↑ O’Neill, J., Senior, T. J., Allen, K., Huxter, J. R., and Csicsvari, J. 2008. Reactivation of experience-dependent cell assembly patterns in the hippocampus. Nat. Neurosci. 11:209–15. doi: 10.1038/nn2037
[7] ↑ Barrett, D. 2001. The Committee of Sleep: How artists, scientists, and athletes use dreams for creative problem-solving–and How You Can Too. New York, NY: Crown.
[8] ↑ Cai, D. J., Mednick, S. A., Harrison, E. M., Kanady, J. C., and Mednick, S. C. 2009. REM, not incubation, improves creativity by priming associative networks. Proc. Natl. Acad. Sci. U.S.A. 106:10130–4. doi: 10.1073/pnas.0900271106
[9] ↑ Cremone, A., Kurdziel, L. B. F., Fraticelli, A., McDermott, J., and Spencer, R. M. C. 2017. Napping reduces emotional attention bias during early childhood. Dev. Sci. 20:e12411. doi: 10.1111/desc.12411
[10] ↑ Revonsuo, A. 2000. The reinterpretation of dreams: an evolutionary hypothesis of the function of dreaming. Behav. Brain Sci. 23:877–901.