Frontiers for Young Minds

Frontiers for Young Minds
القائمة
اكتشافات جديدة صحة الإنسان نشر بتاريخ: 16 مايو 2022

”الرفيق قبل الطريق“... الصداقة درع حصين في وجه التنمر

ملخص

التنمر سلوك عدواني يشيع بين الأطفال في سن المدرسة. ويتكرر التنمر بمرور الوقت ويتضمن سلوكيات؛ مثل الضرب، أو إتلاف ممتلكات الآخرين، أو السب، أو ترويج الشائعات، أو نشر صور شخصية للآخرين عبر الإنترنت. وقد وجد الباحثون في جميع أنحاء العالم أن الأطفال الذين يتعرضون للتنمر قد يعانون من اضطرابات صحية خطيرة بما في ذلك الاكتئاب، والقلق، والحزن، واضطرابات النوم والأكل، وانخفاض الأداء في المدرسة. لذلك قد تُسهم الدراسات النفسية في تفادي تلك الاضطرابات الخطيرة عن طريق تحليل العوامل التي تعرض الطفل لخطر التنمر. فباستخدام استبيانات مجهولة الهوية، طلبنا من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 أعوام و12 عامًا ذكر معاناتهم من أي نوع من أنواع التنمر من عدمه، وكيفية شعورهم حيال علاقاتهم داخل المدرسة وخارجها (على سبيل المثال: مدى سهولة تكوين صداقات مع الأطفال الآخرين). كما تساءلنا عن إمكانية التعرض للتنمر في دائرة الأصدقاء الجيدين. ويمكننا استخدام المعلومات التي ألممنا بها في هذه الدراسة لتعزيز برامج الوقاية في المدارس، وكذلك تقديم المشورة للأطفال عن كيفية مواجهة التنمر.

ما المقصود بالتنمر؟

يُحتمل أن يكون لفظ التنمر مألوفًا بالنسبة لك. فربما سمعته عبر التلفاز، أو قرأت عنه في كتاب أو مجلة، أو سمعته من صديق أو شخص من معارفك.

وقد تكون استخدمت هذا اللفظ لوصف موقفًا شاهدته في مدرستك أو حتى لوصف أمر تعرضت له. ولا شك أن لديك بالفعل تعريفك الخاص للتنمر، وقد تكون واضحًا إلى حد ما في تحديد السلوكيات التي تُعد تنمرًا والسلوكيات التي لا تُعد كذلك. ومع ذلك، لا يتفق الجميع على تعريف معين للتنمر. حتى الباحثون الذين يدرسون هذا الموضوع لا يتفقون دائمًا عند تعريف التنمر، على الرغم من بدء بحوث التنمر قبل أكثر من 40 عامًا.

إلا أن هناك بعض الأمور التي يتفق الباحثون عليها. فهم يتفقون على أن التنمر يعد أحد أشكال العدوان، أي أنه سلوك يُستخدم لإيذاء الآخرين. وانطلاقًا من وجهة النظر هذه، عندما يضرب أحد شخصًا آخر أو يدفعه، أو يهينه، أو لا يسمح له باللعب مع مجموعة أصدقائه، فيمكن وصف هذا الشخص بأنه يتنمر على الآخرين. ويتفق معظم الباحثين على ضرورة توفر شرطين آخرين في العدوان لكي يُعد تنمرًا [1]، وهما: (1) التكرار، أي ضرورة حدوث السلوك أكثر من مرة؛ و(2) عدم توازن القوة، أي يجب أن يكون دفاع الضحية عن نفسه أمرًا صعبًا. ويمكن أن ينتج عدم توازن القوة من قوة المتنمر البدنية أو شعبيته الواسعة أو انتمائه إلى مجموعة من الأشخاص الذين يتحدون معًا لإساءة معاملة فرد واحد.

يشمل التنمر السلوكيات البدنية (مثل الضرب، والركل، وإتلاف ممتلكات الضحية)، والاعتداءات اللفظية (السب، والتهديد)، والعدوان الاجتماعي (إقصاء شخص من المجموعة، وترويج الشائعات). ويتضمن التنمر أيضًا الأنواع الأحدث من السلوكيات التي تتم ممارستها عبر الإنترنت وغيره من التقنيات الحديثة، وهو ما يطلق عليه التنمر الإلكتروني (مثل، نشر الصور الشخصية لشخص ما عبر الإنترنت) [2].

التنمر يشمل مجموعات من الأطفال، وليس مجرد متنمر وضحية

لا يقتصر التنمر على معتدٍ وضحية لهذا الاعتداء فقط. فالتنمر سلوك اجتماعي يحدث بشكل أساسي في المدرسة ويشمل جميع شهوده حتى في حالة عدم انخراطهم فيه مباشرة [3]. ففي الشكل 1، يمكنك رؤية جميع الأشخاص المنخرطين في حادث تنمر. فنجد القائد (الشخص الذي يبدأ التنمر ويقوده) في دور المتنمر، ولكن لا يتصرف المتنمرون بمفردهم عادةً. إذ يميل المتنمرون إلى الإعجاب بالأفراد الذين ينخرطون في سلوكيات مماثلة، ويساعدونهم على إيذاء الآخرين أو يعززون سلوكهم. ويسمى أولئك الذين ينضمون إلى المتنمرين ويساعدونهم على التنمر على الآخرين بالمساعدين، بينما يُدعى الأشخاص الذين يضحكون ويشجعون التنمر عند حدوثه بالداعمين.

شكل 1 - الأشخاص المنخرطون في واقعة التنمر.
  • شكل 1 - الأشخاص المنخرطون في واقعة التنمر.
  • في الشكل، يمكنك رؤية كل من القائد (الشخص الذي يبدأ التنمر ويقوده)، والمساعدين أو الداعمين (أولئك الذين يساعدون القادة على إيذاء شخص ما أو يعززون سلوكهم)، والمدافعين (الأشخاص الذين يساعدون ضحايا التنمر)، والمتفرجين (الأفراد العالمين بالتنمر ولكنهم يتجاهلوه).

ويوجد أيضًا أشخاص يساعدون ضحايا التنمر بطريقة ما ويُعرفون بالمدافعين. ومع ذلك، غالبًا ما يُعزز التنمر بواسطة الأشخاص العالمين بحدوثه لكنهم يغضون طرفهم عنه. فلا ينخرطون في حادث التنمر لأنهم يفضلون تجاهله، أو لعدم شعورهم بالقدرة على فعل شيء لإيقافه.

يُدعى الأشخاص العالمين بالتنمر ولكنهم يتجاهلونه بالمتفرجين. وقد يلعب المتفرجون دورًا رئيسيًا في إيقاف التنمر، أو السماح باستمراره. وبالإضافة إلى جميع الأدوار المُشار إليها، قد يعتبر بعض الأشخاص الآخرين ما يسميه الباحثون المتنمر/الضحية، أي الأطفال الذين يُعدون متنمرين وضحايا في آن واحد.

العواقب الصحية للتنمر

يؤثر التنمر تأثيرًا كبيرًا على المصلحة الاجتماعية، والعاطفية، والدراسية للمتنمرين والضحايا على حد سواء. فعلى سبيل المثال، أفادت الأبحاث أن ضحايا التنمر أكثر عرضة للمعاناة من أعراض الاكتئاب، وتدني احترام الذات، والقلق. كما يُرجح أن يكونوا أكثر عرضة للإقصاء الاجتماعي، وانخفاض الرضا عن الحياة، وازدياد التغيب عن المدرسة، وضعف الأداء الدراسي. كذلك، يُرجح أن تزيد احتمالية ضعف الأداء الدراسي للمتنمرين، بالإضافة إلى مواجهة مشكلات في الحفاظ على الأصدقاء. كما أن المتنمرين أكثر عرضة لتعاطي المخدرات، وإدمان الكحول، واستخدام العنف لاحقًا بعد البلوغ [1]. بالإضافة إلى ذلك، للتنمر عواقب سلبية على المتفرجين. فقد بينت الأبحاث أن الأطفال الذين يشهدون التنمر يواجهون صعوبات في التركيز كما قد يعانون من الاكتئاب، أو انعدام الثقة في الآخرين [4].

لماذا يتنمر بعض الأطفال على الآخرين؟

سألنا الطلاب عن سبب تنمر بعض الأشخاص على الآخرين، وذكر بعض الطلاب أن الدافع وراء التنمر هو الملل. وأوضحوا أن التنمر قد يمثل وسيلة للمتنمرين لقضاء وقتهم عند شعورهم بالملل.

وذكروا أيضًا أن التنمر قد يُعد مزاحًا وليس فعلًا لإيذاء الآخرين. ومع ذلك، أفادت الأبحاث أن الملل ليس مُفسرًا للتنمر. بل يمكن تفسير التنمر عبر ما يسميه الباحثون فرضية الهيمنة. التي تفيد بتمثل دافع بعض الأطفال الذين يمارسون التنمر في الرغبة في الحصول على مكانة مهيمنة بين أقرانهم. مما يعني توقع المتنمرين إحراز نتائج إيجابية من تنمرهم، مثل: حيازة موافقة فئتهم الاجتماعية، أو التمتع بشعبية ساحقة، وأحيانًا يحصلون على هذه النتائج بالفعل عبر التنمر. ومن المهم معرفة أنه حتى في حالة استهجان المتنمرين من جانب زملائهم في الفصل، لا يزال أعضاء مجموعتهم يعتبرونهم مشهورين وأقوياء ورائعين. لذلك، قد يساعد الطلاب الآخرون التنمر أو يعززونه لكي يعتبرهم الآخرون مرحين أو لتجنب تعرضهم للتنمر أنفسهم. وعادةً يختار المتنمرون الضحايا الذين يتسمون بالتسامح، أو بالشخصية المتزعزعة، أو الضعف البدني، أو قلة الأصدقاء أو انعدامهم، أو المنبوذين في المدرسة. وعبر الهيمنة على ضحايا بهذه الطريقة، يمكن للمتنمرين برهنة سلطتهم مرارًا وتكرارًا لبقية المجموعة؛ مما يعزز موقفهم الشعبي دون الخوف من مواجهة الضحية.

لقد بيّن باحثون آخرون أن المتنمرين ينساقون بالاندفاع، مما يعني أنهم يميلون إلى التصرف دون تعقل أو تفكير مسبق، وأنهم يبدون قدرًا قليلًا من التعاطف؛ وهو القدرة على فهم شعور الآخرين. وعندما يتجاهل المتنمرون مشاعر الآخرين، فقد يكون هذا بسبب عدم قدرتهم على إدراك معاناة الضحايا مما قد يزيد من احتمالية ممارسة سلوك التنمر. كما وجد الباحثون أيضًا أن المتنمرين يظهر عليهم انحلال أخلاقي مرتفع. ويستخدم علماء النفس هذا المصطلح لوصف أسلوب إقناع الشخص لنفسه بأن معايير الصواب والخطأ لا تنطبق عليه (على سبيل المثال: أن إيذاء الناس أمر سلبي وغير مناسب). وبالتالي، قد يعتقد المتنمرون أن السلوكيات العدوانية مقبولة، ولهذا السبب، قد يؤذون الآخرين [1].

كيف تُجرى البحوث عن التنمر؟

قد يساعد البحث النفسي في تفادي اضطرابات الصحة العقلية الحادة المرتبطة بالتنمر من خلال تحليل العوامل التي تعرض الطفل لخطر التنمر. ولمعرفة ماهية عوامل الخطر، يطرح الباحثون أسئلة على الأشخاص الذين يعانون من التنمر أو يمارسونه. كما يطرحون أسئلة تستفسر عن شعور المتنمرين أو الضحايا وعن طبيعة علاقتهم بالآخرين. وكذلك يطرحون أسئلة عن احتمالية مواجهة المتنمرين/الضحايا صعوبة في تكوين صداقات مع الآخرين من عدمه، أو عن اعتقادهم بشأن مدى حُسّن أدائهم الدراسي.

بناءً على هذا النوع من الأبحاث، أجرينا دراسة بغرض فهم كيفية ارتباط المعاناة المترتبة على التنمر أو ممارسة سلوك التنمر بوجود أصدقاء يفهمونك، ومعرفة أولئك الذين يتواجدون حولك لكي تتمكن من إخبارهم بمشكلاتك، وكذلك أولئك الذين يعرضون مساعدتك في حلها.

رغبنا أيضًا في معرفة حجم الدور الذي تلعبه الشعبية بين الأقران مع كل من المتنمرين والضحايا. وبالإضافة إلى ذلك، رغبنا في معرفة ما إذا كانت العوامل التي تؤثر على التنمر ثابتة أم لا، سواء كان هذا التنمر يحدث وجهًا لوجه أو عبر الإنترنت (التنمر الإلكتروني) في حالة عدم رؤية الضحية والمتنمر بعضهما البعض مباشرة.

ولتقصي هذه الموضوعات، يستخدم الباحثون مقاييس الإبلاغ الذاتي التي تعد نوعًا من الاستبيانات التي تتضمن طرح سؤال على أحد المشاركين عن مشاعره أو مواقفه أو معتقداته أو سلوكياته. وتشمل هذه المقاييس سلسلة من الأسئلة عن موضوع معين نرغب في تقصيه. ويجب على المشاركين في الدراسة الإشارة إلى ما إذا كانوا تعرضوا إلى أمر يماثل ما وصفته الأسئلة أم لا، أو ما إذا كانوا يتفقون مع العبارات الواردة في المقياس أو لا يتفقون معها. وفيما يتعلق بدراستنا، اخترنا المقاييس المُستخدمة مسبقًا مع الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 10 أعوام و12 عامًا في بلدان مختلفة. وتم قياس التنمر باستخدام مقياس واحد. وذكر الطلاب ممارستهم أو معاناتهم من سلوك معين خلال الأشهر الثلاثة الماضية على مقياس يتراوح من 1 (ويعني أبدًا) إلى 5 (ويعني عدة مرات أسبوعيًا). فعلى سبيل المثال: سُئلوا عما إذا كانوا قد ”كتبوا نكات أو إشاعات أو ثرثرة أو تعليقات محرجة عن زميل في الفصل على الإنترنت“ أم لا. واُستخدم مقياس آخر لقياس جودة صداقات المشاركين في الدراسة. وكان عليهم أن يشيروا إلى مدى اتفاقهم مع كل جملة على مقياس يتراوح من 1 (ويعني أوافق تمامًا) إلى 5 (ويعني لا أوافق على الإطلاق). وفيما يلي مثال على ذلك: ”عندما يعلم أصدقائي أنني منزعج، يسألونني عن سبب انزعاجي“. واستخدمنا مقياسًا آخر لفهم كيفية دعم المشاركين وحمايتهم من جانب أصدقائهم. ويتراوح هذا المقياس من 1 (أبدًا) إلى 5 (طوال الوقت) باستخدام أسئلة مثل: ”كم عدد المرات التي يمكنك الاعتماد فيها على شخص ما للاستماع إليك عند حاجتك إلى التحدث والبوح بما داخلك؟“ وأخيرًا، سألنا المشاركين عن رأيهم في شعبيتهم بأسئلة مثل: ”يعتقد الآخرون أنني مشهور“، وكيف يرغبون في أن يراهم الآخرون، من حيث الشعبية: ”أود أن يعتقد الآخرون أنني قائد“ على مقياس يتراوح من 1 (أبدًا) إلى 4 (دائمًا).

لقد جمعنا بيانات من الطلاب الذين قدموا الاستمارات موقعة بموافقتهم وبموافقة أولياء أمورهم الكتابية. وحرصنا على التأكد من ثقة الطلاب في فريق البحث؛ لكي يقدموا إجابات صادقة. وللقيام بهذا، أُجريت الاستبيانات دون ذكر هوية المشاركين ولم تتضمن أي معلومات من شأنها الكشف عن هويتهم. وبعد الانتهاء من كل مقابلة على حدة، وُضعت الاستبيانات داخل ظرف فارغ لنثبت للمشاركين أن المعلومات قد عولجت بسرية تامة. وبهذه الطريقة، يمكن للمشاركين رؤية جميع الاستبيانات في فصولهم مختلطة معًا وغير موسومة بأي علامة بأي شكل كان؛ لجعل مهمة التعرف على إجاباتهم من جانب أي شخص آخر أمرًا صعبًا. وجمعنا بيانات من 1058 طفلًا (516 أنثى و542 ذكرًا) درسوا في إحدى المدارس الابتدائية السبعة عشر المُختارة عشوائيًا في منطقة قشتالة لا مانتشا في إسبانيا.

التنمر أقل تكرارًا بين الأطفال الذين يحظون بأصدقاء داعمين ومقربين

أولًا، تولينا تصنيف المشاركين وفقًا لانخراطهم في التنمر. واعتبرنا الطلاب ضحايا للتنمر إذا أبلغوا أنهم تعرضوا لسلوك واحد على الأقل من السلوكيات الواردة في الاستبيان عدة مرات في الأسبوع. وكانت النتيجة هي أن 143 طفلًا كانوا من ضحايا التنمر، بينما لم ينخرط 915 في التنمر. واتبعنا نفس الإجراء لتصنيف المتنمرين مما نجم عنه بلوغ عدد المتنمرين 58 متنمرًا بينما بلغ عدد غير المنخرطين في التنمر 1000 طفل.

بعد تصنيف المشاركين إلى ضحايا أو متنمرين، درسنا كيفية وصفهم لأنفسهم فيما يتعلق بالدعم الذي يحصلون عليه من صداقتهم وشعبيتهم. وقمنا بمقارنتهم بالأطفال غير المنخرطين في التنمر. وأظهرت النتائج أن ضحايا التنمر كانوا على الأرجح أقل تقربًا من الأصدقاء مقارنة بالأطفال غير المنخرطين في التنمر. وكانت هذه النتيجة مثيرة للاهتمام؛ لأنها انطبقت سواء في حالة ممارسة سلوك التنمر وجهًا لوجه أو عبر الإنترنت. ويبدو أن الأطفال الذين ليس لديهم أصدقاء مقربين يفقدون فرصة الحصول على الدعم من الأطفال من حولهم عند تعرضهم للتنمر، كما يمتلكون فرصًا أقل للدفاع عن أنفسهم ضد المتنمرين.

وعلاوة على ذلك، ذكر ضحايا التنمر تلقيهم لدعم اجتماعي أقل من الأطفال غير المنخرطين في التنمر. ويتضمن الدعم الاجتماعي قضاء الوقت مع الآخرين، وتوفر شخص يدعمك ويواسيك في الحال. واتضح أن الأطفال الذين لم يذكروا تلقيهم لهذا الدعم كانوا عرضة لخطر التعرض للتنمر أكثر من غيرهم. وبالإضافة إلى ذلك، تعرض الأطفال الذين اعتقدوا أنهم غير مشهورين وشعروا بعدم قبول أقرانهم لهم للتنمر بدرجة أكبر.

وفيما يتعلق بالمتنمرين، ارتفع احتمال انخراط المشاركين في الدراسة الراغبين في أن يعتبرهم الآخرون قادة بين أقرانهم في ممارسة سلوكيات التنمر. كما يحتمل انخراط هؤلاء الأطفال في ممارسة التنمر كطريقة لاكتساب المزيد من الشعبية، أو نظرًا إلى دعم الآخرين لهم عند ممارستهم سلوكيات التنمر.

الخلاصة

تشير دراستنا إلى قله تكرار التنمر في دائرة الأصدقاء الجيدين. ففي الواقع، تبين نتائجنا أن وجود شخص ما تقضي معه بعض الوقت ويساعدك ويواسيك، يقلل من احتمالية معاناتك من التنمر. ونعلم أن دعم الضحايا ليس أمرًا يسيرًا أبدًا، لكن مساعدة الآخرين يمكن أن تكون ضرورية عندما يتعلق الأمر بالحد من التنمر. ولا يعني تقديم هذه المساعدة مواجهة المتنمر مباشرة. بل إن مجرد الاستماع إلى أصدقائك يحدث فرقًا لأن أصدقائك سيشعرون بالانتماء والمحبة. وغالبًا ما يستهدف المتنمرون الأشخاص عندما يكونون بمفردهم، لذلك، اعرض الجلوس مع صديق عند تناول الغداء أو الذهاب معه إلى دورة المياه. ويمكنك إخبار شخص بالغ ليتمكن من المساعدة في حل المشكلة، أو تشجيع صديقك على التحدث إلى شخص بالغ. وفي الشكل 2، يمكنك رؤية كيف يمكن لتلقي الدعم من صديق أن يساعد في تقليل احتمالية التعرض للتنمر في المستقبل.

شكل 2 - تلقي المساعدة من الأصدقاء الداعمين في حالات التعرض للتنمر.
  • شكل 2 - تلقي المساعدة من الأصدقاء الداعمين في حالات التعرض للتنمر.
  • يوضح الشكل كيفية تعرض أحد الأطفال للتنمر، ولكن نظرًا إلى دعم الآخرين له، قلت احتمالية تعرضه للتنمر في المستقبل.

سواء كنت صديقًا للضحية أم لا، ينبغي عليك التعاطف مع وضعه، والإبلاغ عن أي حالة تنمر إلى شخص بالغ تثق به. إذ يؤدي عدم قول أي شيء إلى تفاقم الأمور وتضرر الجميع. وسيعتقد المتنمر أنه لا بأس بالاستمرار في معاملة الآخرين بهذه الطريقة. كما يُعد عدم تعزيز المتنمر بالضحك على سلوكه أمرًا مهمًا. إذ يؤدي هذا إلى تفاقم الأمور لأن المتنمر قد يعتقد أنه يتمتع بشعبية وقوة. وكما أفاد باحث آخر: إذا لعب عدد أقل من الأطفال دور الداعمين للتنمر عند حدوثه، وإذا رفضت المجموعة منح مكانة عالية للمتنمرين، فسيفقد المتنمر مكافأة مهمة ينالها مقابل تنمره على الآخرين [5]... وفي نهاية المطاف، قد يتوقف عن التنمر.

إقرار تضارب المصالح

يعلن المؤلفون أن البحث قد أُجري في غياب أي علاقات تجارية أو مالية يمكن تفسيرها على أنها تضارب محتمل في المصالح.

إقرار

نود أن نعرب عن جزيل شكرنا للمراجعين والمرشدين الصغار على اقتراحاتهم التي أسهمت في إنتاج عمل محكم وشمولي. كما نود أن نعرب عن جزيل شكرنا للفنانة آنا بي. ديلاجدو (anadelgado017@gmail.com) على ابتكار الرسوم التوضيحية لهذا المقال.


مقال المصدر الأصلي

Navarro, R., Yubero, S., and Larrañaga, E. 2015. Psychosocial risk factors for involvement in bullying behaviors: empirical comparison between cyberbullying and social bullying victims and bullies. Sch. Ment. Health 7(4):235–48. doi: 10.1007/s12310-015-9157-9


المراجع

[1] Smith, P. K. 2016. Bullying: definition, types, causes, consequences and intervention. Soc. Pers. Psychol. Compass 10(9):519–32. doi: 10.1111/spc3.12266

[2] Navarro, R., Yubero, S., and Larrañaga, E. 2016. Cyberbullying Across the Globe. Gender, Family, and Mental Health. Netherlands: Springer.

[3] Menesini, E., and Salmivalli, C. 2017. Bullying in schools: the state of knowledge and effective interventions. Psychol. Health Med. 22(sup1):240–53. doi: 10.1080/13548506.2017.1279740

[4] Rivers, I., Poteat, V. P., Noret, N., and Ashurst, N. 2009. Observing bullying at school: the mental health implications of witness status. Sch. Psychol. Q. 24(4):211–23. doi: 10.1037/a0018164

[5] Salmivalli, C., Voeten, M., and Poskiparta, E. 2011. Bystanders matter: associations between reinforcing, defending, and the frequency of bullying behavior in classrooms. J. Clin. Child Adolesc. Psychol. 40(5):668–76. doi: 10.1080/15374416.2011.597090